روسيا تحتل جورجيا والضغوط العالمية تتزايد

جوري (جورجيا) (رويترز) - انتشرت القوات والمدرعات الروسية حول ثلاث بلدات جورجية يوم الخميس فيما تنامت الضغوط العالمية على موسكو لاستمرار احتلالها لأجزاء من جورجيا.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انه يشعر "بالقلق البالغ" تجاه الوضع الانساني في جورجيا ودعا الى وضع نهاية لحالة انعدام القانون.

وفي بلدة جوري الجورجية الرئيسية غربي العاصمة تفليس شاهد مراسلون علامات على عمليات سلب ونهب القى السكان المحليون باللوم فيها على ميليشيات من اقليم اوسيتيا الجنوبية المجاور الذي اندلع فيه الصراع يوم الخميس الماضي.

واحتلت القوات المسلحة الروسية اجزاء من جورجيا منذ صد هجوم جورجي الاسبوع الماضي على اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي الموالي لروسيا والذي انفصل عن سيطرة تفليس في التسعينات.

وتعرضت المتاجر في جوري للتحطيم وكان عدد قليل جدا من السيارات متوقفا في الشوارع. وقال فاسيلي البالغ من العمر 72 عاما "انهم يسرقون السيارات ويقتحمون المتاجر. كانوا يتحدثون بلهجة اهل اوسيتيا."

وتعهدت روسيا بوقف عمليات النهب لكن رجالا يرتدون زيا مموها سرقوا سيارات من صحفيين ومن الامم المتحدة يوم الخميس واطلق قناص الرصاص على مراسلة للتلفزيون الجورجي فاصابها في ذراعها.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ستطلب من رئيس جورجيا يوم الجمعة توقيع وثيقة وقف لاطلاق النار ستمهد الطريق لانسحاب القوات الروسية.

وأضاف ساركوزي "اذا وقع السيد ساكاشفيلي غدا الوثيقة التي تفاوضنا عليها مع السيد (الرئيس الروسي ديمتري) ميدفيديف فيمكن عندئذ أن يبدأ انسحاب القوات الروسية."

لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال "لنا ان ننسى الحديث عن وحدة اراضي جورجيا لانه من المستحيل ارغام اوسيتيا الجنوبية وابخازيا على الموافقة على العودة الى كنف جورجيا بالقوة."

واضاف في مقابلة اذاعية ان الاشارة الى وحدة اراضي جورجيا في اي وثيقة لتسوية الصراع سينظر اليها الناس باعتبارها "اشد اهانة".

وفي تحذير شديد اللهجة قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان علاقات واشنطن مع روسيا قد "تتاثر سلبا لسنوات قادمة" الا اذا اعاد الكرملين التفكير في "موقفه العدواني" في جورجيا الحليف الوثيق للولايات المتحدة.

وقال مايكل كوكس استاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد "هذه ستكون ازمة حاسمة في العلاقات الامريكية الروسية.الخطر يكمن في ان ايا من الجانبين لا يشعر ان باستطاعته التراجع."

واضاف "ربما نكون في بداية هذه الازمة فحسب لا في نهايتها."

وهون لافروف من الحديث عن ان موسكو قد تمنع من في محاولتها المستمرة منذ فترة للانضمام الى عضوية منظمة التجارة العالمية نتيجة للصراع.

وقال "سمعت بعض التهديدات بانهم لن يقبلوا انضمامنا لعضوية منظمة التجارة العالمية لكن احدا حتى الان لم يحاول حتى السماح لنا بالانضمام اليها."

وفي اتساع لنطاق الصراع اعلنت اوكرانيا جار روسيا انها ستنفذ مرسوما رئاسيا يطالب سفن الاسطول الروسي في البحر الاسود ومقرها ميناء اوكراني بالحصول سلفا على تصاريح بالابحار او العودة الى الميناء.

ونقلت وكالة انباء (يونيان) عن رئيس هيئة الاركان الاوكراني سيرهي كيريتشنكو قوله ان الجيش الاوكراني سينفذ الاوامر التي اصدرها الرئيس فيكتور يوشينكو بشأن تحركات الاسطول الروسي في البحر الاسود.

وكان يوشينكو اصدر مرسوما يوم الاربعاء يقضي بان يعطي الاسطول الروسي في البحر الاسود ومقره شبه جزيرة القرم الاوكرانية اشعارا قبل 72 ساعة من اي تحرك لقطعه من الميناء.

وفي موسكو وصفت هيئة الاركان الروسية خطوة اوكرانيا بانها "غير قانونية" واصرت على ان الاسطول الروسي لن يطيع سوى اوامر القائد الاعلى في الكرملين.

وقال الكولونيل جنرال اناتولي نوجوفيتسين نائب رئيس هيئة الاركان الروسية "لدينا قائد عام واحد لاسطول البحر الاسود هو الرئيس الروسي... وكل الاوامر من الخارج غير شرعية بالنسبة الينا."

ورأى شهود من رويترز يوم الخميس قوات روسية في بلدة جوري الجورجية وخارج بلدة زوجديدي الغربية. وشاهد سكان في ميناء بوتي على البحر الاسود توغلا روسيا.

وقالت هيئة الاركان الروسية انه يجوز قانونا "لقوات حفظ السلام الروسية" التواجد في بوتي ويجوز قانونا لما وصفته بفرق استطلاع التواجد في جوري وذلك بعد يومين من موافقة روسيا على خطة سلام لوقف القتال توسطت فيها فرنسا.

وتتضمن خطة السلام التي توسط فيها ساركوزي فقرة تسمح لقوات موسكو " بتنفيذ اجراءات امنية اضافية" لحين وصول المراقبين الدوليين.

واثار الصراع توتر اسواق النفط التي تعتمد على خطوط انابيب تمر بالمنطقة لنقل نفط بحر قزوين واثار قلق الغرب الذي يخشى من ان يخرج الصراع عن نطاق السيطرة.

وفي زيادة حدة المواجهة مع الولايات المتحدة بشان مستقبل جورجيا استقبل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الخميس في الكرملين زعيمي الاقليمين الانفصاليين محور الصراع المستمر منذ اسبوع ووعدهما بدعم موسكو.

وفي تصريحات خلال الاجتماع بثها التلفزيون قال ميدفيديف "دافعتم عن ارضكم والحق بجانبكم. لذلك انتصرتم بمساعدة رجال حفظ السلام الروس .. اعتقد ان هذه نتيجة مناسبة."

وفي جورجيا وصلت طائرة عسكرية امريكية ثانية تحمل مساعدات لاظهار التاييد الامريكي لحليفها. وكان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي انتقد الولايات المتحدة لعدم تصرفها بقوة كافية لمساعدته.

لكن نائب رئيس هيئة الاركان الروسية انتقد عمليات الامداد الجوية الامريكية لجورجيا التي اعلن عنها بوش.

وقال الكولونيل جنرال اناتولي نوجوفيتسين نائب رئيس هيئة الاركان الروسية "لدينا معلومات ان النقل الجوي العسكري الامريكي يقول انه يسلم شحنات انسانية معينة الى مطار تفليس رغم انهم قالوا اننا قصفنا المطار قبل يومين."

واضاف "دعونا نسألهم.. هل سيدعونكم "وسائل الاعلام" لتتحققوا مما اذا كانت شحنات انسانية ام لا.. ماذا تحويه "الشحنات" في الواقع.. انه مصدر قلق بالغ بالنسبة للروس."

وفي وقت سابق الخميس قال قادة روس انهم سيسلمون السيطرة في جوري التي تبعد 60 كيلومترا شرقي العاصمة تفليس والقريبة من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط شرق جورجيا بغربها. لكن مسؤولين جورجيين قالوا لاحقا ان تسليم السيطرة تاجل فيما يبدو.

وفي ميناء بوتي المطل على البحر الاسود قال شهود عيان ان دبابات روسية دخلت البلدة صباح الخميس ترافق شاحنات تقل قوات.

وفي مدينة زوجديدي الجورجية الغربية غير البعيدة عن اقليم ابخازيا الانفصالي الثاني شاهد مصور لرويترز طابورا من اكثر من 100 مركبة عسكرية روسية منها 40 مركبة مدرعة يقف على بعد كيلومترين اثنين من وسط البلدة.

وتقول رسويا ان 1600 مدني قتلوا عندما هاجمت جورجيا اوسيتيا الجنوبية. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من الرقم والقى الباحثون في منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية ومقرها نيويورك بظلال من الشك على الرقم.

وقالت هيئة الاركان في موسكو يوم الاربعاء انها فقدت 74 جنديا في القتال مع اصابة 171 وفقد 19 عسكريا.

واسقطت اربع طائرات حربية على الاقل. وقالت هيئة الاركان يوم الخميس انه ليس هناك قتلى جدد.

وقدرت تفليس عدد القتلى بانه يزيد على 175 مع اصابة المئات. ولا يشمل هذا الرقم الضحايا في اوسيتيا الجنوبية.

من مات روبنسون